هل يمكن للأحلام أن تتنبأ بالمستقبل ؟ | اتعلم اكتر

الأربعاء، 4 يونيو 2014

هل يمكن للأحلام أن تتنبأ بالمستقبل ؟


لدى الكثير منا نزعة للبحث في العلاقة التي تربط بين أحلامنا مع مستقبل واقعنا فنقوم بتأويل رموز الأحلام بأحداث الحياة سواء العامة منها أو الشخصية وقد نلجأ لكتب تفسير الأحلام المستندة إلى معتقدات شعبية أو دينية عسى أن نجد إجابات عن الغيب المنتظر، وتكون هناك أحلام محددة أكثر التصاقاً في ذاكرتنا دون سواها وغالباً ما تكون سلبية في صورها المحزنة أو المقلقة.



بحث البروفسور
(ريتشارد وايزمان) في كتابه الذي حمل عنوان " الماروائية : لماذا نرى ما ليس له وجود ؟ " Paranormality: Why We See What Isn’t There عن هذه العلاقة بين الحلم والمستقبل بمنظور قلما تناوله الباحثون الآخرون فحصل على إجابات قد تكون مقنعة إلى حد بعيد بالنسبة للبعض وليجيب عن السؤال : " هل يكشف الحلم عن ما سيأتي به القدر القريب أو المستقبل ؟ " وهل هناك وجود لما يسمى بأحلام المعرفة المسبقة Pre-Cognitive Dreams ؟

(وايزمان)
هو بروفسور قسم التوعية العامة بعلوم النفس في جامعة هيرفوردشاير في المملكة المتحدة وقد بدأ حياته كلاعب خفة قبل أن يتخرج بتخصص العلوم النفسية من جامعة معهد لندن ويحمل شهادة الدكتوراه فلسفة علوم النفس من جامعة إدنبرغ. ويعرف (وايزمان) بفحصه الدقيق وكشفه لزيف الكثير من الظواهر الغير عادية.


وسنذكر فيما يلي مقتطفات من كتاب (وايزمان) المذكور عن صلة الحلم بالمستقبل ونترك الحكم النهائي لكم  : 

كارثة أبرفانتقع (أبرفان) وهي قرية صغيرة في مقاطعة (ساوث ويلز) من المملكة المتحدة وقد عمل العديد من القاطنين فيها في مناجم الفحم المجاورة لها والتي أقيمت بهدف الحصول على كميات الفحم الكبيرة فيها والعالية الجودة في المنطقة، وبالرغم من تخزين بعض النفايات الناجمة عن عمليات التنقيب في باطن الأرض فإن الكثير منها تراكم على سفوح التلال المحيطة بالقرية ،
 وخلال شهر أكتوبر من عام 1966 تساقطت أمطار غزيرة تشربتها حجارة التلال المسامية ولسوء الحظ لم يدرك أحد تدفق المياه في قنوات الينابيع خفية محولاً ببطء حفرة النفايات إلى حفرة طينية عميقة.

وبعد الساعة 9:00 من صباح 21 أكتوبر هبط جانب من التل وبدأ معه حوالي نصف مليون طن من النفايات يتحرك مسرعاً باتجاه القرية المذكورة،
 وبالرغم من توقف بعض المواد عند الأجزاء السفلى من التل انزلق الكثير منها على (أبرفان) وهشم مدرسة القرية، وأسفرت جهود الإنقاذ عن انتشال أطفال ما زالوا على قيد الحياة خلال الساعة الأولى أو نحو ذلك لكن لم يتم الإبلاغ  فيما بعد وفي المحصلة فقد 116 تلميذ مدرسة و28 من البالغين حياتهم في هذه الكارثة.

وقد زار الطبيب النفسي (جون باركر) القرية بعد يوم من كارثة إنزلاق التربة ، ولـ (باركر) إهتمام طويل في بحوث الماورائيات وقد تساءل آنذاك فيما إذا كانت الطبيعة المتطرفة للأحداث في (أبرفان) أدت إلى التسبب في معايشة هواجس مسبقة عن الكارثة لدى عدد كبير من الأشخاص.

وليضع ذلك الإفتراض تحت الإختبار نسق مع صحيفة بحيث طرحت سؤال على قرائها فيما إذا أياً منهم تنبأ بكارثة (أبرفان) أو أتته صورة عن الكارثة قبل وقوعها وبالتالي يكون (باركر) على تواصل مع هؤلاء.

فتلقى 60 رسالة من أنحاء إنجلترا ومقاطعة ويلز وكان أكثر من نصف هذه الرسائل يشير إلى حصول هاجس واضح لهم خلال الحلم وكان أحد أهم التجارب الملفتة للنظر تجربة أرسلها أبوا طفل عمره 10 سنوات قضى في الكارثة.

فقبل يوم من كارثة إنزلاق التربة وصفت ابنتهم في حلمها أنها كانت تهم بالذهاب إلى المدرسة لكنهم قالوا لها : " لا مدرسة اليوم لأن شيء ما أسود هبط ليغطيها بأكملها "  ،  وكانت هذه الفتاة من عداد الموتى جراء الكارثة.

وفي مثال آخر قالت سيدة تبلغ من عمرها 54 سنة ووقعت باسم
(إم.إتش) من (بارنستابل) - (ديفون) أنها حلمت في الليلة التي سبقت الكارثة تحديداً بأن مجموعة من الأطفال محتجزين في غرفة مستطيلة وأن طرف الغرفة مسدود بقضبان خشبية عديدة يحاول الأطفال تسلقها.

وفي إستجابة أخرى قالت السيدة (جي.إي) من سيدكب - كينت ، بأنها رأت حلماً قبل أسبوع من وقوع الكارثة عن مجموعة من الأطفال الذين كانوا يصرخون ويغطيهم سيل من الفحم.

وحلمت السيدة (إس.بي) من لندن بمدرسة على سفح تل ، وسيل وأطفال يموتون ، وهكذا تمضي قائمة من الإستجابات التي تلقاها (باركر).

إعتقاد شائع 
إن الإعتقاد برؤية المستقبل في حلم هو إعتقاد شائع ومألوف ، وقد أشارت نتائج إستبيان مؤخراً بأن ثلث السكان يختبرون هذه التجربة لمرة في حياتهم على الأقل.


وتروي سجلات التاريخ بأن الرئيس الأمريكي الأسبق (أبراهام لنكولن) قد حلم بإغتياله قبل أسبوعين من مقتله جراء إصابته بطلق ناري، وقد وصف الكاتب الأمريكي (مارك تواين) حلماً رأى فيه جثة أخيه ممددة في تابوت فقط قبل بضعة أسابيع من مقتله في حادثة إنفجار.

وحلم (تشارلز ديكنز ) بامرأة ترتدي ثياباً حمراء اللون تدعى الآنسة (نابيير) وذلك قبل فترة قصيرة فقط من قيام فتاة بزيارته كانت ترتدي وشاحاً أحمر اللون وقدمت نفسها على أنها الآنسة (نابيير)  !

فما الذي يفسر هذه الأحداث الملفتة للنظر ؟
 وهل يحظى أناس تأتيهم "الأحلام التنبؤية" Prophetical Dreams بشيء مما سيقع حتماً ؟
 وهل بالإمكان رؤية الغد من اليوم ؟

خلال كل ليلة من النوم يراود المرء 4 أحلام بالمتوسط
تحدث كل 90 دقيقة تقريباً ، ويدوم كل منها حوالي 20 دقيقة.
بحوث ودراساتفي الواقع جهد الباحثون منذ القرن الماضي فقط أو نحو ذلك إلى حل هذا اللغز ، ففي الخمسينيات من القرن الماضي مهد (يوغين أسيرنسكي) رائد علم النفس الأمريكي الطريق إلى علم جديد في الاحلام.

وتبين له أن إيقاظ شخص بعد أن يكون أمضى بعض الوقت في مرحلة  REM (حركة العين السريعة) يرجح إلى حد كبير إبلاغه عن حدوث حلم ، ومن الجدير بالذكر أن مرحلة REM هي حالة مغايرة من الناحية الفيزيولوجية يلاحظ فيها تحرك محجري العيننين وأنماط غير منتظمة في التنفس ونبضات القلب.

ومضت عقود من البحث أسفرت عن الكثير من الأمور المهمة، فأغلب الأشخاص تكون أحلامهم بالألوان ، ورغم أن بعض الأحلام غريب فإن العديد منها ينطوي على تفاصيل ومجريات الحياة اليومية مثل التنظيف وغيرها.

فإذا تسللت إلى شخص ما زال يحلم ومن ثم أسمعته بلطف بعض الموسيقى أو سلطت ضوءاً على وجهه أو رششته بالماء فمن المرجح أنك تضيف المحفزات إلى حلمه ، ومع ذلك فإن أكثر ما أظهرته البحوث أهمية هو أنه لديك أحلام أكثر مما كنت تعتقد ،
وسرعان ما اكتشف علماء النوم أنه لديك في المتوسط 4 أحلام كل ليلة تحصل كل 90 دقيقة أو نحو ذلك وتدوم كل منها لحوالي 20 دقيقة ، وحينما تستيقظ تنسى أغلب هذه الاوقات الحلمية ويكون الإنطباع بأنك حلمت أقل بكثير مما هو الحال.

ولكن هناك إستثناء لهذه القاعدة وهو الإستيقاظ أثناء الحلم ، وعندما يحدث ذلك ستتذكر عادة جوهر (زبدة) الحلم وربما بعض الجزئيات المعينة فيه، لكن إذا لم يكن الحلم له وقع خاص على نفسك فإنك سرعان ما تنسى كل شيء عنه.

ومع ذلك هناك جملة من الظروف التي يمكن لها أن تزيد كثيراً من فرص تذكر هذه الأحلام ، ففي عملية شبيهة بربط الكلمات يمكن لحادثة تحصل حينما تكون يقظاً أن تثير الذاكرة .

سيناريو مفترض
لنتخيل مثلاً 3 ليالي من الأحلام المزعجة ، في اليوم الأول ذهبت لسريرك بعد يوم شاق في العمل وخلال الليل انجرفت خلال مراحل متنوعة من النوم واختبرت أحلام متعددة.

وعند الساعة 7:10 صباحاً يقوم دماغك مجدداً بإطلاق رشقات ليقدم لك حلقة أخرى من الخيال الكامل ، وفي الدقائق العشرين المقبلة تجد نفسك تزور مصنعاً للمثلجات (آيس كريم) وتقع في برميل ضخم من سائل الفراولة المتموج ومن ثم يدق جرس المنبه وتستيقظ وفي عقلك أجزاء من صور المصنع وآيس كريم الفراولة.

وفي اليوم الثاني ترى عدة أحلام ، وعند الساعة 2:00 بعد منتصف الليل تجد نفسك في منتصف حلم خبيث تقود خلاله سيارتك على طول طريق ريفي مظلم وفي مقعد الركاب تجد (إيريك تشاغرز) أحد نجوم غناء الروك المشهورين والمفضلين لديك.

وفجأة يقفز ضفدع ضخم بلون بنفسجي عند مقدمة السيارة السيارة فتنحرف لتتجنب الضفدع لكنك تصبح خارج الطريق فتصطدم بشجرة ، وبالعودة إلى العالم الحقيقي تستيقظ من الحلم مع ذاكرة مبهمة عن : (إيريك تشاغرز) ، وضفدع بنفسجي اللون، وشجرة، وموت وشيك.

وفي الليلة الثالثة عند الساعة 4:00 فجراً تختبر تجربة حلمية صادمة ، وكأنها شأن سريالي تجبر فيها على سماع (أومبا لومبا) في إصدار جديد من فيلم "تشارلي ومصنع الشوكولاته" .

في الصباح تستيقظ وتشغل المذياع لتصاب بصدمة عندما تعرف بأن (إيريك تشاغرز) لقي مصرعه في حادثة سيارة خلال الليل.

فوفقاً للتقرير انحرف عن طريق المدينة ليتجنب سيارة كانت قد جنحت إلى الجانب الخاطئ من الطريق فاصطدم بعمود إنارة .

ومن المثير في الأمر أن هذه الأخبار التي سمعتها ستعمل عمل المحفزات فالحلم عن حادث السيارة سيقفز إلى عقلك وستنسى آيس كريم الفراولة ، وزعيق  (أومبا لومبا) المتعب.

عوضاً عن ذلك سوف تتذكر الحلم الذي يبدو أنه يتماثل مع الأحداث في  العالم الحقيقي وسيكون لديك ربما قناعة بأنك تمتلك قدرة جيدة على التنبؤ  ولن يتوقف الأمر عند هذا الحد لأن الأحلام تميل لأن تكون سريالية إلى حد ما بحيث يسهل حرفها لكي تتطابق مع الأحداث التي حصلت فعلاًُ.

في الواقع لم يكن (تشاغرز) يقود سيارته على امتداد طريق ريفي ، كما أنه لم يصطدم بشجرة ولم يتضمن الحادث ضفدعاً عملاقاً بلون بنفسجي رغم أن  الطريق الريفي يشبه طريق المدينة وعمود الإنارة يشبه إلى حد ما شجرة .  لكن ماذا نقول عن الضفدع البنفسجي العملاق ؟

حسناً ، ربما يرمز إلى شيء ما غير متوقع مثل السيارة الأخرى التي جنحت عبر الطريق أو ربما سيكون غلاف ألبوم (تشاغرز) المقبل يتضمن ضفدعاً  أو ربما كان (تشاغرز) يرتدي قميصاً بنفسجياً في وقت الحادث ، وهذا يعتمد على قدرتك الإبداعية ورغبتك في تصديق أنك تملك صلة نفسانية مع السيد (تشاغرز)  المتوفى مؤخراً فتبقى كافة إحتمالات التطابق مرهونة فقط بحدود خيالك.

لديك الكثير من الأحلام والمواجهات مع الكثير من الأحداث أيضاً ، وفي معظم الأوقات تكون الأحلام غير متعلقة بالأحداث فتنساها.

ومع ذلك يحدث في أحد المرات أن يتوافق حلمك مع إحدى الأحداث وبمجرد حصول ذلك يسهل تذكر هذا الحلم وبالتالي تقنع نفسك بأن الحلم تنبأ بشكل سحري بالمستقبل.

في الواقع هذا مجرد عمل لقوانين الإحتمالات،  وتساعد هذه النظرية أيضاً في تفسير خاصية مثيرة للفضول نجدها في أحلام المعرفة المسبقة عن الأمور  pre-cognitive dreaming.

تنطوي معظم الهواجس على قدر كبير من الحزن والعذاب خصوصاً مع أناس يتكهنون إغتيالات لزعماء حول العالم أو حضور مجالس العزاء لأصدقائهم الأعزاء أو رؤية سقوط الطائرات من السماء أو مشاهدة  مشاركة دول في الحروب.

إذ نادراً ما يحكي الناس عن إشارات سارة في المستقبل مما شاهدوه أو أحسوه في  أحلامهم كأن يشاهدوا شخص ما سعيد وهو حفلة زفافه أو لحصوله على عرض من عمله ، كما اكتشف علماء النوم أن حوالي 80% من الأحلام بعيدة عن ما هو سار وتتركز على حوادث سلبية.

ونظراً لهذا تكون الأخبار السيئة سبباً في تحفيز ذاكرة الحلم أكثر بكثير من الأخبار الجيدة ، مما يفسر لماذا تتضمن معظم أحلام المعرفة المسبقة pre-cognitive dreams على المصائب والموت.
عودة إلى كارثة أبرفان
آنفاً ذكرنا كيف وجد (جون باركر) 60 شخصاً بدا أنهم تنبأوا بكارثة (أبرفان) ، لكن لم يكن هناك دليل على أن 36 حالة من هذه الحالات كانت أحلاماً سجلوها فقط قبل الكارثة.

وقد يكون لهؤلاء الناس الذين استجابوا لدعوة (باركر) الكثير من الأحلام الأخرى قبل سماعهم عن حادثة (أبرفان) لكن جرى تذكرها والإبلاغ عنها فقط بمجرد تطابق حلم معين من أحلامهم مع مأساة  (أبرفان)،  ليس هذا فحسب قد يعني الإفتقار إلى أي سجل جرت كتابته في وقت حدوث الحلم أنه قد تعرض لتبديل أو تحريف عن غير عمد لكي يتوافق مع أحداث (أبرفان) .

فالسواد المبهم قد يتحول إلى فحم ، والغرف قد تتحول إلى غرف تدريس (فصول) ، وسفوح التلال المنزلقة قد تتحول إلى واد "ويلزي"(نسبة إلى مقاطعة ويلز البريطانية).

بالطبع قد يجادل الذين يؤمنون بالأمور الماورائية بأنهم مقتنعون بالأمثلة التي يرويها الناس لأصدقائهم ولأفراد عائلتهم عن أحلامهم أو التي يدونوها في مذكراتهم ومن ثم يكتشفون بأنها تتوافق مع أحداث مستقبلية.

في أواخر الستينيات من القرن الماضي وجد الباحثون أن محتوى أحلامنا لا يكون متأثراً بالأحداث التي تحيط بنا فحسب بل يعكس غالباً ما يثير قلق عقولنا ، وهذا قد يفسر إحدى أهم الأمثلة البارزة عن المعرفة المسبقة المزعومة لكارثة (أبرفان).

ذكرنا  عن أحد الفتيات التي لاقت مصرعها فيما بعد في كارثة (أبرفان) والتي كانت قد أخبرت أبويها عن حلم وصفت فيه شيء أسود يقترب ليغطي مدرستها ولا يبقى من مدرستها شيء .

ولعدة سنوات قبل الكارثة عبرت السلطات المحلية عن مخاوف كبيرة حول الحكمة من وضع كميات كبيرة من مخلفات التنقيب عن الفحم على سفح التل لكن قلقهم جرى تجاهله ،
 وقبل 3 سنوات من وقوع الكارثة كتب مهندس إداري إلى السلطات مشيراً إلى قلقه وقلق السكان المحليين عن مستوى السلامة بعد أن زحف الطين على المدرسة ، ولا يوجد طريقة لمعرفة سبب حلم الفتاة على وجه اليقين ، لكن من المحتمل أن حلم الفتاة عكس هذه المخاوف والقلق بعد أن سمعت الكبار البالغين يناقشونها.

لكن ماذا عن الـ 23 حالة التي فيها  دليل على انهم وصفوا حلمهم قبل وقوع الكارثة ، ولماذا لم تعكس أحلامهم قلقهم ومخاوفهم (كما يبدو )  ؟

للتحقيق في ذلك نحتاج لأن نبتعد عن علم النوم ونقترب من عالم الإحصاءات .

لنلقي نظرة أقرب على الأرقام المتصلة بتلك التجارب التي تبدو ماورائية ، أولاً : لنختار شخصاً عشوائياً من بريطانيا ولنطلق عليه اسم (بريان) ، وثانياً لنفترض عدة افتراضات عن (بريان).

لنفترض أن (بريان) يحلم مرة كل ليلة في حياته من سن 15 إلى 75 سنة ، لدينا 365 يوماً في كل سنة ، إذن سيكون  لدينا 21,900 ليلة من الأحلام خلال فترة  60 سنة.

ولنفترض أيضاً أن حادثة ككارثة (أبرفان) تقع مرة واحدة فقط في كل جيل ولنعين هذه الحادثة إلى أي يوم واحد من الأيام  عشوائياً.

والآن ، لنفترض أن (بريان) سيتذكر حلماً عن نوع من الأحداث الرهيبة المتعلقة بكارثة كهذه مرة واحدة في حياته ، فتكون فرص (بريان)  لوقوع هذا الحلم "الكارثي" في الليلة التي تسبق الكارثة الفعلية هو 1 على 22000 تقريباً.

ريتشارد وايزمان وغلاف كتابه
ومع ذلك خلال الستينيات من القرن الماضي كان هناك 45 مليون شخص في بريطانيا ونتوقع أن شخصاً واحداً في كل 22,000 شخص قد عاش هذه التجربة الحلمية المثيرة في كل جيل، أي ما مجموعه 2,000 شخص .

يعرف هذا القانون بقانون الأعداد الكبيرة وينص على أن الأحداث الغير العادية من المحتمل أن تقع عندما يتوفر الكثير من الفرص لها.

ومثالنا يهم فقط الأشخاص الذين حلموا عن كارثة (أبرفان) ، في الواقع تقع الأحداث السيئة على المستوى المحلي والوطني بشكل يومي على الارجح مثل تحطم الطائرات وتسونامي وجرائم القتل المتسلسل والزلازل وغيرها.

وبالنظر إلى أن الناس يحلمون غالباً عن الحوادث المحزنة والعذاب بالمقارنة مع غيرها ، فإن الأرقام تتراكم بسرعة وتعمل فعل "نبوءة واضحة لا مفر منها ".

0 التعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

Memuat...